العلي الأعلى المتعال /الكبير العظيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العلي ،الأعلى ،المتعال
قال تعالى :{ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ }،وقال تعالى :{ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى }،وقال تعالى :{ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ}.
وهذه الأسماء تدلُّ على علوه المطلق بجميع الوجوه والاعتبارات :
فهو العليّ علو ذات، قد استوى على العرش ،وعلا على جميع الكائنات ، وباينها ، قال تعالى :{ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى }،وقال تعالى في ست آيات من القرآن :{ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ } أي :علا وارتفع عليه علوّاً يليق بجلاله وكماله وعظمته سبحانه .
وهو العلي علو قدر،وهو علو صفاته وعظمتها ،فإنّ صفاته عظيمة لا يماثلها ولا يقاربها صفة أحد ،بل لا يطيق العباد أن يحيطوا بصفة واحدة من صفاته .
وهو العلي علو قهر ،حيث قهر كل شيء ،ودانت له الكائنات بأسرها ، فجميع الخلق نواصيهم بيده ،فلا يتحرك منهم متحرك ،ولا يسكن ساكن إلا بإذنه ،وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن .
والإيمان بعلو الله على خلقه يورث العبد تعظيمًا لله وذلًا بين يديه ،وانكسارًا له ،وتنزيهًا له عن النقائص والعيوب ،وإخلاصًا في عبادته ،وبعدًا عن اتخاذ الأنداد والشركاء ،قال الله تعالى :{ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ }
الكبير العظيم
أي الذي له الكبرياء نعتًا والعظمة وصفًا، قال تعالى في الحديث القدسي: ( الكبرياء ردائي،والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدًا منهما قذفته في النار) رواه أحمد وأبو داود .
فله سبحانه وتعالى الكبرياء والعظمة الوصفان اللذان لا يقادر قدرهما،ولا يبلغ العباد كنههما.
والمسلم إذا اعتقد وآمن بأن الله سبحانه وتعالى أكبر من كل شيء ،وأنّ كل شيء مهما كبر يصغر عند كبرياء الله وعظمته ،ذلّ لربه وانكسر بين يديه،وصرف له أنواع العبادة ،واعتقد أنه المستحق لها دون سواه، وعرف أن كل مشرك لم يُقّدر ربه العظيم حق قدره،كما قال تعالى :{ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ }
وسبحان الله ! أين ذهبت عقول المشركين حين صرفوا ذلهم وخضوعهم إلى مخلوقات ضئيلة ،وكائنات ذليلة ،لا تملك لنفسها شيئا من النفع والضر ،فضلًا عن أن تملكه لغيرها ،وتركوا الخضوع والذل للرب العظيم ،والكبير المتعال ،والخالق الجليل الذي عنّت له الوجوه ،وخشعت له الأصوات ، ووجلت القلوب من خشيته ،و ذلت له الرقاب ،تبارك الله رب العالمين .
من مختصر فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر
رد: العلي الأعلى المتعال /الكبير العظيم
جزاك الله اختي وجعله بميزان حسناتك ...
الأول الآخر ،الظاهر الباطن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأول والآخر ،والظاهر والباطن
وقد وردت هذه الأسماء الأربعة مجتمعة في موضع واحد من القرآن الكريم ،قال الله تعالى :{ هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }وخير ما تفسر به هذه الأسماء الحسنى ويبين به معناها ما ورد في السنة النبوية في مناجاة النبي صلى الله عليه وسلم لربه بهذه الأسماء مناجاة تتضمن بيان معاني هذه الأسماء وتوضيح مدلولاتها.
روى مسلم في (صحيحه) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا إذا أخذنا مضجعنا أن نقول : (اللهم رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم ، ربنا ورب كل شيء ،فالق الحَبّ والنوى ،ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان ،أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته ،اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء،وأنت الآخر فليس بعدك شيء و،وأنت الظاهر فليس فوقك شيء ،وأنت الباطن فليس دونك شيء،اقضِ عنا الدين وأغننا من الفقر )
فبيّن عليه الصلاة والسلام في هذا الدعاء الجامع معنى كل اسم ونفى ما يناقضه ،وهذا أعلى درجات البيان .
من مختصر فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر